قال الدكتور طه حسين في احدى كتاباته:
” ورود اسماء إبراهيم وإسماعيل في التوراة و القرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى . “
كما أن الكاتب طرح أسئلة حول أصل اللغة العربية و حول ماهية اللغة المستخدمة عند العرب قبل الإسلام و اختلافاتها بين قبائل العرب من يمانية و قحطانية و ذلك للتدليل على استغرابه من التشابه اللغوي بين كافة أشكال الشعر الجاهلي المنقول و الذي يتحدث كله بلغة قرآنية قرشية صرفة رغم أقرار العرب أنفسهم باختلاف لغات قبائلهم و ألسنتها قبل الإسلام.
طه حسين وتهمة التعدي على الإسلام
في 5 يونيو 1926 أرسل شيخ الجامع الأزهر للنائب العمومي محمد بك نور خطابا يبلغ به تقريرا رفعه علماء الجامع الأزهر عن كتاب طه حسين الذي كذب فيه القرآن صراحة وطعن فيه على النبي محمد حسب ما جاء في البلاغ . أجمل محمد بك نور الاتهامات الموجهة ضد طه حسين في أربعة :
الأول أنه أهان الدين الإسلامي بتكذيب القرآن في إخباره عن إبراهيم واسماعيل .
الثاني أنه طعن على النبي محمد من حيث نسبه .
الثالث ما تعرض له المؤلف في شأن القراءات السبع المجمع عليها .
الرابع أنه أنكر أن للإسلام أولوية في بلاد العرب وأنه دين إبراهيم.
لكن النائب العام محمد بك نور برأ طه حسين و قال :
” أن ما ذكره المؤلف هو بحث علمي لا تعارض بينه وبين الدين ولا اعتراض لنا عليه, وبشأن تهمة الطعن في النبي (صلعم) , نحن لا نرى اعتراضا على بحثه على هذا النحو ، وإنما كل ما نلاحظه عليه أنه تكلم فيما يختص أسرة النبي بعبارة خالية من الاحترام , ونحن لا نرى اعتراضا على أن يكون مراده بما كتب هو ما ذكر ، ولكننا نرى أنه كان سئ التعبير جدا في بعض عباراته .