1........اسمه ونشأته :ــ
الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبو على التميمي اليربوعي الخراساني.
ولد في سمرقند سنة 107 هـ ونشأ بأبيورد
2........ومن الوقفات العجيبة في سيرة هذا الإمام قصة توبته :ــ
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء : ـ
قال أبو عمار الحسين بن حُريث ، عن الفضل بن موسى
قال : كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس ،
وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها ،
إذ سمع تاليا يتلو " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ ..." [ الحديد : 16]
فلما سمعها ، قال : بلى يارب ، قد آن ، فرجع ، فآواه الليل إلى خَرِبة ،
فإذا فيها سابلة ، فقال بعضهم : نرحل ، وقال بعضهم :
حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا .
قال ففكرت ، وقلت : أنا أسعى بالليل في المعاصي ،
وقوم من المسلمين هاهنا ، يخافوني ، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ،
اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام .
3......... من أقواله :ــ
قال: ((ارحموا عزيز قوم ذل، وغنيا افتقر، وعالما بين جهال)).
قال: من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.
قال: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله.
قال: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل.
قيل له: ما الزهد؟ قال: القنوع. قيل: ما الورع؟
قال: اجتناب المحارم. قيل: ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض.
قيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق.
قال: لو أن لى دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان
قيل له: يا أبا على فسر لنا هذا، قال: إذا جعلتها في نفسى لم تعدني،
وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد.
قال: لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة
وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله.
قال: من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء،
لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه.
قال: كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا.
قال: خصلتان تقسيان القلب، كثرة الكلام، وكثرة الأكل.
قال الإمام الذهبي تعليقا على القصة :
وبكل حال : فالشرك أعظم من قطع الطريق ،
وقد تاب من الشرك خلق صاروا أفضل الأمة .
فنواصي العباد بيد الله ، وهو يضل من يشاء ، ويهدي إليه من أناب .
4..............وفاته :ـ
توفى الفضيل في محرم سنة 187 هـ[1].