حسن نائب المدير العام
عدد المساهمات : 316 نقاط : 793 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 24/12/2010
| موضوع: اليوم في جريدة الأهرام مقال بعنوانه ,, الشحات أنور ( الحنجره الذهبيه ) المقال في الصفحه رقم 22 بتاريخ 26 من أغسطس الجمعة 26 أغسطس 2011, 10:44 pm | |
|
قال عن طفولته ـ رحمه الله ـ في تلك الفترة كنت سعيدا بحفظ القرآن سعادة لا توصف, وخاصة أثناء تجويدي للقرآن بعد ما أتممت حفظه..
ولأن صوتي كان جميلا, وأدائي للقرآن يشبه أداء كبار القراء, تميزت علي أقراني وعرفت بينهم بالشيخ الصغير, وهذا كان يسعدهم جميعا وكان زملائي بالكتاب ينتهزون أي فرصة ينشغل فيها الشيخ عنا ويطلبون مني أن أتلو عليهم بعض الآيات بالتجويد ويشجعونني وكأنني قارئ كبير, وذات مرة سمعني الشيخ من بعيد فوقف ينصت إلي حتي انتهيت من التلاوة فزاد اهتمامه بي فكان يركز علي دون الزملاء لأنه توقع لي أن أكون ذا مستقبل كبير علي حد قوله.. وأذكر أنني أثناء تجويدي للقرآن كنت كثيرا ما أتلو علي زملائي ففكر أحدهم أن يحضر علبة كبريت درج ويأخذ منها الصندوق ويضع به خيطا طويلا ويوصله بالعلبة فأضع أحد اجزاء العلبة علي أذنه حتي يسمع رنينا للصوت فيزداد جمالا وقوة.. كل هذا حدد هدفي وطريقي وأنا طفل صغير وجعلني أبحث جاهدا عن كل السبل والوسائل التي من خلالها اثقل موهبتي واتمكن من القرآن حتي لا يفر مني وخاصة بعد ما صرت شابا مطالبا بأن أعول نفسي ووالدتي وجدتي بعد وفاة خالي الذي كان يعول الأسرة, فكنت لما أسمع ان أحد كبار العائلات توفي وتم استدعاء أحد مشاهير القراء لإحياء ليلة المأتم كنت أذهب وأنا طفل في الثانية عشرة وحتي الخامسة عشرة, إلي مكان العزاء لأستمع الي القرآن وأتعلم من القارئ وأعيش جو المناسبة حتي أكون مثل هؤلاء المشاهير. وبعد عام1970 م انتشرت أجهزة التسجيل في كل المدن والقري بطريقة ملحوظة وخاصة بعد الانفتاح وكثرة السفر للعمل خارج مصر. لدرجة أن كثيرين تمنوا السفر ليس لجمع المال ولكن ليكون لديهم جهاز تسجيل يسجلون ويسمعون عليه المشاهير أمثال الشيخ الشحات. وكان ذلك سببا في شهرة الشيخ الشحات عن طريق تسجيلاته التي انتشرت بسرعة البرق, ولو تم حصر تسجيلاته في تلك الفترة لزادت علي عشرة آلاف ساعة من التلاوات الباهرة الفريدة التي جعلت الملايين من الناس يتوقعون لهذا القارئ الموهوب أنه سيكون أحد النجوم المضيئة في الإذاعة لأنه كان يتمتع بمزايا شخصية وإمكانات صوتية لا تقل عن إمكانات عمالقة القراء من الرعيل الأول لقراء الإذاعة حتي وصفه البعض بأنه صاحب الحنجرة الذهبية. كان لابد لهذا الفتي المتألق الذي كان يتدفق القرآن من حنجرته كجدول الماء الجاري العذب ان يشق طريقه نحو الإذاعة, ولأن شهرته سبقت سنه بكثير وجه إليه رئيس مركز مدينة ميت غمر في السبعينيات المستشار حسن الحفناوي دعوة في إحدي المناسبات الدينية التي كان سيحضرها المرحوم د. كامل البوهي اول رئيس لإذاعة القرآن الكريم وذلك عام1975 ـ1976 م يقول الشيخ الشحات:.. وكان لي صديق موظف بمجلس مدينة ميت غمر فقال لي رئيس المركز يدعوك لافتتاح احتفال ديني سيحضره كبار المسئولين ورئيس إذاعة القرآن والحفل سيقام بمسجد الزنفلي بمدينة ميت غمر فقبلت الدعوة وذهبت لافتتاح الحفل وسمعني المرحوم الدكتور/ البوهي وقال لي لماذا لم تتقدم لتكون قارئا بالإذاعة وأنت صاحب مثل هذه الموهبة والإمكانات وشجعني علي الالتحاق بالإذاعة فتقدمت بطلب وجاءني خطاب للاختبار عام1976 م ولكن اللجنة رغم شدة إعجاب أعضائها بأدائي قالوا لي أنت محتاج إلي مهلة لدراسة التلوين النغمي فسألت الأستاذ محمود كامل والأستاذ أحمد صدقي عن كيفية الدراسة فدلني الأستاذ محمود كامل علي الالتحاق بالمعهد الحر للموسيقي فالتحقت به ودرست لمدة عامين حتي صرت متمكنا من كل المقامات الموسيقية بكفاءة عالية. وفي عام1979 م تقدمت بطلب.. للاختبار مرة ثانية أمام لجنة اختبار القراء بالإذاعة.. طلب مني أحد أعضاء اللجنة أن أقرأ10 دقائق إنتقل خلالها من مقام الي مقام آخر مع الحفاظ علي الأحكام ومخارج الألفاظ والتجويد والالتزام في كل شيء خاصة التلوين النغمي وبعدها أثني أعضاء اللجنة علي أدائي وقدموا لي بعض النصائح التي بها أحافظ علي صوتي وانهالت علي عبارات الثناء والتهاني من الأعضاء وتم اعتمادي كقارئ بالإذاعة عام1979 م. وبعد ذلك كله كان لابد من نقلة إلي آفاق عالمية في عالم التلاوة تنبأ الناس له بمستقبل أكبر مما هو فيه, ولأنه يتمتع بذكاء وطموح ودبلوماسية في المعاملة استطاع أن يرتل القرآن ويفتح بابا لجملة من القراء ليرتلوا القرآن فأصبحوا كالمسبحة في عالم الترتيل.وكان يسافر مرات مكلفا ومبعوثا من قبل وزارة الأوقاف المصرية ومرات بدعوات خاصة.. فتعلق به الملايين من محبي سماع القرآن خارج مصر المستمعين بالمركز الإسلامي بلندن ولوس انجلوس والأرجنتين وإسبانيا والنمسا وفرنسا والبرازيل ودول الخليج العربي ونيجيريا وتنزانيا والمالديف وجزر القمر وزائير والكاميرون وكثير من دول آسيا وخاصة إيران وظل الحال به هكذا حتي توفاه الله.
| |
|