حسن نائب المدير العام
عدد المساهمات : 316 نقاط : 793 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 24/12/2010
| موضوع: الـــــصـــــيـــــام : تعريفه-منزلتة-متى فرض-فضله-حُكمه-شروطه-نيته-مفسداته الخميس 28 يوليو 2011, 2:28 pm | |
| [b]
الــــــــــصـــــــــــيـــــــــــام
تـــــــعـــــــــريـــــــفـــــــــه
الصيام لغة الإمساك.
وشرعا التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مـنـزلــتــه وحــكــمــه ومــتــى فــرض
صوم رضمان ركن من أركان الإسلام وفريضة فرضها الله على عباده. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (1)، وقال ـ صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس" (2) وذكر منها صوم رمضان.
وقد فرض صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وقد صام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسع رمضانات. فـــــضــــــلـــــــــه
للصوم فضل عظيم وثواب جزيل مضاعف؛ فقد جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم يضاعف؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف" قال الله عز وجل: "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" (3). وقد أضاف الله الصوم إليه تشريفًا وتعظيمًا.
حــــكـــــمــــة مــــــشـــــروعـــــيـــــة الــــصــــــوم
من أبرز حكم الصوم ما يلي:ـ 1 ـ أنه يحقق تقوى الله في الاستجابة لأمره والانقياد لشرعه. 2 ـ يعود النفس على الصبر، ويقوي الإرادة في التغلب على الشهوات. 3 ـ يذكِّر بالفقراء. 4 ـ يحفظ الصحة.
شــــــــــروط وجــــــــوبــــــــه
يشترط لوجوب صيام رمضان أربعة شروط هي: 1 ـ الإسلام؛ فلا يجب على الكافر. 2 ـ البلوغ؛ فلا يجب على الصغير، ولكن يؤمر به الصبي إذا أطاقه ليتعود عليه. 3 ـ العقل؛ فلا يجب على مجنون. 4 ـ القدرة على الصوم؛ فلا يجب على العاجز عنه.
ثــــــــبـــــــــــوت شــــــــــهر رمـــــــــــضـــــــــان
يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين:
1 ـ رؤية هلال رمضان فإذا رُؤي الهلال بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، فإنه قد دخل بذلك شهر رمضان.
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين" (1).
2 ـ إكمال شهر شعبان ثلاثين يومًا إذا لم يُرَ الهلال بعد غروب الشمس ليلة الثلاثين من شعبان، أو حال دون رؤيته غيم أو غبار أو دخان، للحديث السابق: "فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين".
نــيــــة الـــصــوم فــي الــفــرض والــنــفــل
يجب تعيين النية من الليل لصوم كل يوم واجب، ولا فرق بين أن ينوي أول الليل أو وسطه أو آخره. ولا يجب ذلك في صوم النفل بنية من النهار إن لم يكن قد تناول مفطرا؛ لحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: دخل عليّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم فقال: "هل عندكم من شيء؟" فقلنا: لا، قال: "فإني إذًا صائم" (2). الأعـــذار الـــتـــي تـــبـــيـــح الـــفــطـــر فــي رمـــضـــان
1 ـ المرض فيباح الفطر لمريض يتضرر بالصوم، ويجب عليه القضاء إذا شفي.
2 ـ السفر فيباح الفطر للمسافر الذي يحل له قصر الصلاة وعليه القضاء متى انقطع سفره.
ودليل جواز فطر المريض والمسافر ووجوب القضاء عليهما، قوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُمْ مَرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيَّامٍ أُخَرَ) (1).
3 ـ الحيض والنفاس والحيض: دم طبيعي يخرج من رحم المرأة في أيام معلومة من الشهر، ودم النفاس: دم يخرج منها بعد الولادة. فالحائض والنفساء تفطران وتقضيان، ولا يصح منهما الصيام إجماعًا لقول عائشة رضي الله عنها: "كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة" (2).
4 ـ الحمل والرضاع فالحامل والمرضع إن خافَتَا على نفسيهما من الضرر مع الصيام أفطرتَا وقضتا كالمريض، وإن خافتا على الولد فقط دون النفس أفطرتا وقضتا وأطعمتا عن كل يوم مسكينًا، لقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِديَةٌ طَعَامُ مِسكِينٍ) (3).
5 ـ العجز عن الصوم فالعاجز عن الصوم لكبر سنه، أو مرض لا يرجى شفاؤه منه، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينًا للآية السابقة.
مـــــفـــــســـــدات الـــــصـــــيــــــــام
1 ـ الأكل والشرب في نهار رمضان لقوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ الأَبيَضُ مِنَ الخَيطِ الأَسوَدِ مِنَ الفَجرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيلِ) (1).
فمن أكل أو شرب في نهار رمضان مختارًا عامدًا ذاكرًا لصومه من غير عذر فقد فعل إثمًا مبينًا، وارتكب جرمًا عظيمًا، وفسد صومه.
2 ـ الجِماع لقوله تعالى: (أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُم) (2) والرفث: الجِماع. وفي حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن أعرابيًّا جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: هلَكتُ قال: "وما أهلكَك"؟ قال: وقعتُ على امرأتي في رمضان، قال: "هل تجد ما تعتق رقبة؟" قال: لا. قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟" قال: لا. قال: "فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا؟" قال: لا. ثم جلس فأُتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعرق فيه تمر فقال: "تصدَّق بهذا.." الحديث (3). وهو أكبر مفسدات الصيام وأشدها عقوبة.
3 ـ وصول شيء إلى الجوف عن طريق الفم والأنف. 4 ـ تعمد التقيؤ؛ فمن استقاء أي استفرغ ما في معدته من الطعام عمدًا فقد أفطر. 5 ـ إخراج المني بفعله. 6 ـ الحجامة: وهي إخراج الدم من الجسد بآلة خاصة، ويفطر بها الحاجم والمحجوم؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أفطر الحاجم والمحجوم" (4).
حــكــم مـــن فــــعـــل شـــيـــئـــا مــــن هــــذه الــمــفــســدات
1 ـ من فعل شيئًا من المفطرات السابقة ناسيًا أو جاهلاً أو بغير قصد فصيامه صحيح؛ لقوله تعالى: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا أَو أَخطَأنَا) (1)، وقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: "مَن نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتمّ صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه"(2)، فمن أكل أو شرب ناسيًا فصومه صحيح.
2 ـ من فعل شيئًا من هذه المفطرات مختارًا عالمًا ذاكرًا من غير رخصة شرعية فقد فسد صومه، وأثِم بفعله، وعليه التوبة إلى الله وقضاء الصوم. وإن كان بجماع فعليه مع ذلك الكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.
[/ [/b | |
|